الرؤية
الذاكرة اللغوية وبناء الذات والهوية أشبه ببناء نرفع أعمدته ونرص حجارته لَبِنة لَبِنة، فإذا لم نضع الأساس المتين لهذا البناء فلن نتمكن من إتمام بنائه.. ولو أننا أنقصنا لَبِنة واحدة منه لانهارت دعائمه. ونحن لو أردانا أن نبني هوية أطفالنا ونعزز انتماءهم لدينهم وبلادهم وثقافتهم لكان لزاماً علينا أن نبني ذاكرتهم اللغوية مع الكلمة الأولى التي تنطلق من شفاههم، ومع الحرف الأول الذي تلتقطه عيونهم وتخطه أناملهم.
إن اللغة ركيزة أساسية للحفاظ على الهوية والانتماء وتستحق أن تشغل حيزاً كبيراً من اهتمامنا ووقتنا مع أطفالنا.
إن الأطفال العرب الذين ينشؤون في بلاد غير عربية يواجهون خطر فقدان الهوية والانتماء والذوبان في ثقافات أخرى، إذا لم يتعلموا لغتهم الأم ويرتبطوا ارتباطاً وثيقاً بذاكرتهم الحقيقية.
إننا لسنا ضد أن يتعلم أبناؤنا ثقافات ولغات البلدان التي يعيشون فيها، وإنما نحرص على أن نبني لدى أطفالنا شخصية متوازنة قائمة في الأساس على لغتهم الأم ومشبعة بسمات الشخصية العربية… نحن نسعى بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على هوية الأطفال العرب وانتمائهم من خلال تعليمهم اللغة العربية…
إننا -فريق لَبِنات- واجهنا صعوبات وتحديات كبيرة في تعليم أطفالنا اللغة العربية في اليابان، وليس هذا الأمر مقتصراً علينا وإنما هو أمر يواجهه بشكل عام نسبة كبيرة من العرب الذين يقيمون في بلاد غير عربية، ولذلك حاولنا الاستفادة من تخصصاتنا وخبرتنا لإعداد مواد متنوعة لتعليم اللغة العربية للأطفال ولغير الناطقين بالعربية الذين يرغبون في دراسة اللغة العربية، لسد حاجة كبيرة إلى بعض المواد التعليمية المهمة التي تساعد على تعلم اللغة العربية وبخاصة الكلام والقراءة بطريقة جميلة ومشوقة.
إن مواد لَبِنات يمكن أن يستفيد منها جميع العرب وليس فقط المقيمين في بلاد أجنبية فالمواد التي نقدمها تصلح لاستخدامات متنوعة في المنازل والروضات والمدارس والمراكز التعليمية، إلا أننا نركز ونحرص كثيراً على تزويد كل أم وبخاصة المغتربة ما يساعدها على تعليم أطفالها الكلام والقراءة باللغة العربية وتزويدها بالتعليمات والإرشادات الكافية التي تذلل الصعوبات التي قد تواجهها فيما لو أحبت تعليم أطفالها القراءة بنفسها.
الأسباب
يهتم موقع لَبِنات بشكل أساسي بتقديم بعض الوسائل المساعدة على تعليم الأطفال الكلام والقراءة في سن مبكرة لعدة أسباب:
- إن الطفل الذي ينشأ في بلد غير عربي يكون تعرضه للغة العربية أقل بكثير من الطفل الذي ينشأ في بلد عربي، ولذلك فهو بحاجة إلى اهتمام خاص من الأسرة.
- إن استخدام العربية في بلاد غير عربية يكون في كثير من الأحيان ضمن بيئة ضيقة جداً ومحدودة تكاد تقتصر على العائلة وباللهجات العامية، وهذا ما يجعل من الذخيرة اللغوية من الكلمات الفصيحة لهذا الطفل فقيرة إلى حد ما مقارنة مع الطفل الذي ينشأ في بيئة عربية، مما ينعكس سلباً على تطوير مهارة القراءة والفهم والاستيعاب للنصوص العربية في المستقبل.
- قد لا يتنبه الأهل في كثير من الأحيان إلى ضرورة اكتساب الطفل لكثير من المفردات من مصادر خارجة عن الأسرة فينتج عن ذلك قلة مفردات الطفل وضعف قدرته على الكلام والتعبير باللغة العربية بشكل جيد.
- إن الطفل الذي يتعلم لغته الأم في عمر مبكر يسهل عليه اكتساب لغات أخرى، فالطفل الذي ينشأ في بلاد غير عربية ويتعلم لغته الأم يصبح بمقدوره فهم واستيعاب اللغة الثانية بشكل أسرع.
الأهداف
أهداف مشروع لَبِنات:
- تقديم وسائل مساعدة على تكوين الوعي الصوتي باللغة العربية والذخيرة اللغوية من المفردات والجمل لدى الأطفال في سن مبكرة من عمر سنة فما فوق مع تقديم الإرشادات التي توضح كيفية استخدامها والتي تساعد على تنمية مهارة الكلام لدى الطفل.
- تقديم منهج متدرج لتعليم القراءة العربية للأطفال باستخدام البطاقات من سن 4 سنوات فما فوق مع تقديم الإرشادات التي تسهل استخدامها.
- تقديم وسائل متنوعة لتعليم اللغة العربية للكبار غير الناطقين بالعربية.
- تقديم مواد فنية تزيينية ووسائل متنوعة لتعليم اللغة العربية.